أصبح استخدام علم الاحصاء بأساليبه وادواته في البحوث الجغرافية والاجتماعية ضرورة لابد منها ، من اجل نقل هذه العلوم من مجرد الوصف للظواهر الى مجال البحوث والدراسات التطبيقية التي يمكن ان تقدم خدمات افضل لمجتمعاتنا . ويهدف علم الاحصاء الىتبسيط البيانات وعرضها في جداول واشكال لتسهيل فهمها وتحليلها والتعبير عن الحقائق بصورة عددية دقيقة بدلا من عرضها بطريقة انشائية، ومقارنة المنحنيات الاحصائية وتحديد طبيعة العلاقات القائمة بينها ، والتنبؤ ببيانات مستقبلية مما يساعد في عملية التخطيط واستخلاص النتائج واتخاذ القرارات المناسبة.
ويعد الاحصاء الوسيلة الاكثر ضمانا” في البحث العلمي من خلال استخدام طرقه وقوانينه ونظرياته ، وللاحصاء دور بارز في التخطيط ورسم السياسات التنموية في كل دولة من خلال توفير البيانات والمعلومات والمؤشرات الاحصائية الدقيقة واعطاء تحليلات وتنبوءات رقمية . ونظراً لان الجغرافية تدرس التنظيم المكاني للظواهر الطبيعية والبشرية على سطح الارض، ولسعة مجال هذا العلم،لذا فالجغرافية بحاجة الى استخدام الاحصاء وطرقه واساليبه لدراسة هذه التنظيمات المكانية وتحديد انماطها والعلاقات بين عناصرها ومتغيراتها بطريقة كمية تساعد في اعطاء قيم رقمية او كمية لهذه العلاقات بما يعين الباحثين على تحديد اتجاهاتها والتنبؤ المستقبلي بهذه الاتجاهات اذا تم اختيار المدخلات بعناية واختيار وسيلة المعالجة المناسبة وتفسير النتائج بصورة علمية محايدة. ان هذا الكتاب هو خلاصة محاضرات في الاحصاء الجغرافي ألقاها الكاتب على طلبة قسم الجغرافية في كلية التربية للعلوم الانسانية / جامعة ديالى ، بين عامي 2008-2020، وقد اعتمد هذا الكتاب في دراسته للمواضيع الاحصائية على ترتيب مراحل البحث العلمي الجغرافي لكي يوضح الاساليب والادوات الاحصائية المناسبة لكل مرحلة، وكذلك تم اختيار ودراسة الاساليب والادوات التي يحتاجها الجغرافي فعلا” والتي تتناسب مع طبيعة البحث الجغرافي وعدم الذهاب الى اساليب احصائية متقدمة قد لا يحتاجها الطلبة الا في مستويات دراسية متقدمة ، وتضمن عشرة فصول تضمنت الاسس النظرية ثم جمع البيانات وتصنيفها وعرضها جدوليا وتمثيلها بيانيا ، ثم مقاييس النزعة المركزية ومقاييس التشتت ، ثم مقاييس التركز والتشتت المكاني ،جاءت بعد ذلك مقاييس العلاقات بين المتغيرات ثم الاختبارات الاحصائية واخيرا النمذجة