يشكل الأداء التمثيلي في مسرح الطفل اشتغالاً مؤثراً في العرض المسرحي، بوصفه الركيزة الأساسية للتواصل مع الطفل من خلال الشخصيات المتنوعة التي تقدم أشكالها ومضامينها بطرائق متعددة، فمنها ما هو تعليمي وتربوي ومنها ما هو ترفيهي وفكاهي في محاولة خلق نوع من البهجة والسرور عند الطفل، والممثل بتأديته لهذه الأدوار يسعى جاهداً إلى استكمال تمفصلات أدائه وتطوير مهاراته الجسدية الصوتية لكي يكون قادراً على أداء الدور الذي يمثله، وعلى أساس ذلك فإنَّ لكل شخصية في مسرح الطفل اشتغال تمثيلي يقترب الممثل منها ويتشبه بها في محاولة للوصول إلى هذه الشخصية أو تلك. لقد احتوى مسرح الطفل على شخصيات مختلفة، فمنها ما هو خيالي وخارق، ومنها ما هو واقعي يقترب من الصفات القياسية للواقع والحياة ومنها ما تزاوج بين الواقع والخيال لخلق الدهشة والمتعة عند الطفل ولإحداث التأثير المطلوب في زرع القيم التربوية والعلمية والخيالية، ومن بين الشخصيات التي تمثل مساحة كبيرة في خارطة العرض المسرحي المقدم للطفل هي الشخصية المؤنسنة التي تشارك الطفل في طرح مضامين وأشكال متنوعة في مسرح الطفل عبر إضفاء صفات الإنسان على الكائنات الحيوانية والنباتية وغير الحية والتي تمتلك بطبيعة الحال اشتغال معين في الأداء يختلف عن الشخصيات الأخرى، إذ تقدم الشخصية المؤنسنة في مسرح الطفل عبر تجسيدها من قبل الممثل على خشبة المسرح أنموذجاً ضمن مفهوم الخيال لدى الأطفال وتنوعاً كبيراً للتواصل مع الطفل، ذلك لأن الأطفال يمتلكون خاصية التفاعل مع هذه الشخصيات بوصفها شخصيات خيالية لكنها مقربة من الواقع أو أنها تمس الواقع بشكل كبير ولقد سعى مسرح الطفل على هذا التنوع الغزير إذ إنه أفاد من تصميم الشخصية بحيث تستدعي كثيراً من التنوع، وهذا التنوع يسمح للطفل بإستخدام الخيال الخصب في محاكاة هذه الشخصيات
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.